في مسعي أمريكي جديد لتسوية الازمة السياسية في مصر وضمان الانتقال السلمي للسلطة, حددت الولايات المتحدة أربع خطوات يتعين علي القاهرة اتخاذها لانهاء الازمة.
حيث طالب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن من نظيره المصري عمر سليمان ـ في اتصال هاتفي مساء امس الحكومة المصرية بوضع حد للتحرشات بالمحتجين والإلغاء الفوري لقانون الطواريء الذي يسمح باعتقال الاشخاص بدون إتهام.
وفي الوقت الذي تعكس فيه الخطوات التي أبلغها بايدن لسليمان انتقادات قوية حول عجلة الاصلاحات الجارية, حث البيت الأبيض سليمان علي العمل مع جماعات المعارضة لبلورة خارطة طريق لانتقال سريع ومنظم للسلطة في البلاد.
وأشار البيت الأبيض إلي تأكيد بايدن أن العملية لابد أن تتضمن وقف الاعتقالات في صفوف المتظاهرين والصحفيين, وإنهاء قانون الطوارئ وتنويع الحوار ليشمل جميع شرائح المجتمع والعمل مع المعارضة لبلورة خارطة طريق وجدول زمني للانتقال. وأصدر البيت الابيض ـ عقب الحديث الهاتفي ـ بيانا تضمن الخطوات الاربع التي تريد الولايات المتحدة من مصر ان تتخذهاوهي كالتالي:
- فرض ضوابط علي عمل وزارة الداخلية عن طريق إنهاء فوري للاعتقالات والتحرشات والضرب واحتجاز الصحفيين والناشطين السياسيين وناشطي المجتمع المدني والسماح بحرية عقد الاجتماعات وحرية التعبير.
- إلغاء فوري لقانون الطوارئ.
-توسيع المشاركة في الحوار الوطني لتشمل نطاقا عريضا من اعضاء المعارضة.
-دعوة المعارضة كشريك في خارطة طريق توضع بشكل مشترك وجدول زمني للمرحلة الانتقالية.
وقال البيان إن بايدن أكد دعم الولايات المتحدة لانتقال منظم للسلطة في مصر علي ان يكون فوريا وذا مغزي وسلميا وشرعيا, وحث علي تحقيق تقدم فوري لا رجعة عنه يستجيب لتطلعات الشعب المصري.
ووصف روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الابيض تعليقات سليمان بشان الديمقراطية بأنها غير مفيدة, مشيرا إلي أن تصريحات سليمان حول ان الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية, لا تتماشي بأي طريقة مع رؤية المحتجين ـ لما وصفه المتحدث الأمريكي ـ بأنه جدول زمني للتقدم. وشدد مجددا علي ضرورة انتقال منظم وسريع وسلمي للسلطة, علي أن يسفر هذا الانتقال عن تقدم فوري ولا رجعة فيه ويستجيب لتطلعات الشعب المصري. ولم يتحدث جيبس عما إذا كان البيت الأبيض سيسمح لمبارك بالتوجه إلي الولايات المتحدة إذا قرر مغادرة مصر.
وفي نيويورك, جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوته للحكومة والشعب المصري بتنفيذ انتقال منظم وسلمي للسلطة, مشيرا إلي أنه كلما تم الإسراع في ذلك سيكون أفضل, متجنبا الدعوة الصريحة لاستقالة الرئيس المصري. وقال إن للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك: ما قلته هو أنه ينبغي علي قادة الحكومة الاستماع بانتباه أكبر إلي التطلعات الحقيقية للشعب مؤكدا أن الانتقال كلما كان أسرع كان أفضل.
وأضاف أن عملية الانتقال ومستقبل مصر ينبغي أن تقرره الحكومة والشعب.
يأتي ذلك في الوقت الذي طالبت فيه مسئولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بإحداث تغيير شامل في مصر. وأشارت ـ في كلمتها في مجلس الأمن الدولي بنيويورك ـ أنه من الضروري بالنسبة لمصر وغيرها من الدول في المنطقة ألا يقتصر الإصلاح علي الانتخابات الحرة وحدها.
وقالت أشتون في الجلسة التي عقدت لبحث سبل حفظ السلام والأمن الدوليين نعلم من خلال تجربتنا مدي صعوبة إقرار الديمقراطية. لابد من مكافحة الفساد وعلي الحكومات الإقليمية أن تتمتع بالشفافية ولابد من أن تصبح وسائل الإعلام مستقلة وأن يتحرر القضاء من التأثيرات الخارجية عليه. كما أكدت أشتون استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم الدول من أجل إحداث عملية التغيير.
وقال السفير الألماني لدي الامم المتحدة بيتر فيتيج إن الإصلاحات هي المخرج الوحيد لمصر وتونس وإن قرار الاتحاد الأوروبي دعم مصر في عملية التغيير هو الإجابة الصحيحة علي الموقف الراهن في شمال إفريقيا.
وفي أنقرة, طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحكومة المصرية بإجراء انتخابات نيابية في أقرب وقت ممكن, حتي يتسني لهم إجراء تعديل دستوري.
وتصدرت الثورة المصرية اهتمام الصحف العالمية, فقد أشارت صحيفة تايمز البريطانية إلي التطورات السياسية التي تشهدها مصر وتونس حاليا. وأكدت أن الحكومات الغربية دعمت النظام الحاكم في القاهرة لعقود, وحتي إذا كان هذا النظام غير ديمقراطي, فإنه اهتم علي الأقل بالاستقرار. وفي المقابل, رأت الصحيفة أن الديمقراطية تمثل الآن أكبر فرصة لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط, حتي لو أصبحت حكومة ديمقراطية جديدة في مصر أكثر اقترابا لحركة حماس عما كان الرئيس حسني مبارك. وذكرت الصحيفة أن الواقع الجديد يتطلب من جميع الأطراف الفاعلة موقفا جديدا.
وفي فيينا, واصلت صحيفة بريسه النمساوية اهتمامها بتطورات الأوضاع السياسية في مصر في ظل الاحتجاجات التي تطالب بالإطاحة بالرئيس حسني مبارك. وعلقت الصحيفة المحافظة علي التنازلات التي يقدمها مبارك للمتظاهرين من أجل انتقال السلطة بشكل محكم., مؤكدة إن جرأة النظام ـ في مصر ـ مذهلة, فالمتسببون في الحريق يقدمون أنفسهم هناك علي أنهم رجال الإطفاء.
وفي باريس, حملت صحيفة لوفيجارو الفرنسية عنوان مصر تستعد لما بعد مبارك وقالت إن الاحتجاجات ضد مبارك ما زالت قوية والمتظاهرون يتزايدون عددا سواء في القاهرة او في الاسكندرية او المنيا ومختلف المدن المصرية مطالبين برحيل الرئيس مبارك.