توج شباب مصر حركتهم الاحتجاجية أمس بعقد أول لقاء مباشر مع نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان, عبروا من خلاله عن مطالبهم المشروعة بعد13 يوما من بدء حركتهم الوطنية.
وأصر ممثلو شباب25 يناير وعددهم ستة شبان في مستهل اللقاء علي الإشارة إلي أنهم حضروا بصفتهم, وأنهم لا يمثلون الجموع الغفيرة المعتصمة في ميدان التحرير.
وفي المقابل, أصر نائب الرئيس علي الوقوف دقيقة حدادا قبل بدء الحوار ترحما علي أرواح الشهداء الذين سقطوا خلال المظاهرات.
وقال مصطفي النجار, المنسق العام لحملة دعم البرادعي ومطالب التغيير: إن الشبان الستة أبلغوا نائب الرئيس بأن نتائج الاجتماع لن ترضي المعتصمين في الميدان, وأنهم سوف يستمرون في اعتصامهم, وأنهم غير ملزمين بما جاء في البيان الذي صدر في ختام اللقاء.
فرد نائب الرئيس قائلا: لابد من التدرج في التحول الديمقراطي, ووعد بحمايتهم جميعا, مؤكدا أن لقاءهم معه هو الأول في سلسلة اجتماعات مع الشباب.
وتدفق آلاف المصريين من مختلف الأعمار والفئات علي ميدان التحرير بالقاهرة, وميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية أمس تعبيرا عن تضامنهم مع حركة شباب25 يناير بعد أن تحولت إلي قوة وطنية جارفة تسعي إلي تغيير أوضاع مصر السياسية والاجتماعية القائمة, وبلغ عدد المحتشدين بالقاهرة مليوني مواطن علي الأقل بحلول الساعة الرابعة بعد الظهر.
وردد المتظاهرون هتافات حماسية تراوحت بين تغيير رأس الدولة, وإصلاح الحياة السياسية بشتي صورها لتحقيق الديمقراطية الكاملة, والتعددية السياسية الحقيقية المنشودة.واستمر المشاركون في هذا الاحتجاج الوطني علي تنظيمهم الرفيع بمختلف زوايا الميدان وحديقته, يتشاركون فيما تيسر لهم من طعام, ويطمئنون علي سلامة المصابين منهم.
وفي مشهد رائع يترجم طبيعة الشعب المصري الراسخة, أقام مئات الأقباط قداسا بساحة الميدان, بينما شارك آلاف المتظاهرين في صلاتي الظهر والعصر وسط تمركز واضح للقوات المسلحة عند مداخل الميدان لمنع أي محاولة لتسلل الخارجين علي القانون إلي المتظاهرين العزل.
وبالتزامن مع صور التظاهر السلمي الرائعة, بدأت الحياة تعود تدريجيا إلي القاهرة وضواحيها, وكان القاسم المشترك فيها هو الزحام المروري الشديد, والفوضي أحيانا برغم عودة أفراد الشرطة للظهور بالشوارع والميادين الرئيسية.
وبعيدا عن هتافات المتظاهرين والتزاحم علي أفرع البنوك, عقد نائب الرئيس عمر سليمان لقاء موسعا أمس مع ممثلي الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية والإخوان المسلمون لأول مرة.
كما شارك في هذا الحوار الموسع ستة شبان يمثلون حركة25 يناير. وهم عبدالرحمن يوسف ومدحت ابوالسعود وكريم ضياء الدين وداليا متولي ومصطفي النجار وياسر الهواري.
وصدر بيان رسمي عن مكتب نائب الرئيس عكس أبرز ما توصل إليه المشاركون من توافق علي خطوات الإصلاح العملية المنشودة.وجاء في مقدمة البيان إقرار باحترام حركة الشباب وتأكيد وجوب التعامل الجاد والعاجل والأمين مع مطالبها المشروعة, ومطالب مختلف القوي السياسية بالمجتمع المصري.
وتقرر اتخاذ الإجراءات العملية اللازمة لوضع هذا التوافق في حيز التنفيذ, ومن أبرز هذه الإجراءات: تشكيل لجنة تمثل السلطة القضائية, وتضم شخصيات سياسية عامة تبحث التعديلات الدستورية والتشريعية اللازمة, وإلغاء حالة الطواريء في مصر بمجرد تحسن الأوضاع الأمنية في أنحاء البلاد, وفتح مكتب لتلقي الشكاوي بشأن المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي من جميع الانتماءات والتيارات في المجتمع تمهيدا للإفراج عنهم فورا. ولضمان وضع هذه القرارات في حيز التنفيذ الآمن, تقرر تشكيل لجنة وطنية جامعة تضم شخصيات عامة وممثلين عن حركة الشباب, علي أن ترفع هذه اللجنة توصياتها إلي نائب الرئيس.ولم يغب عن المشهد العام إشادة جميع أطراف الحوار بالدور الوطني النبيل الذي اضطلعت به القوات المسلحة لحماية أمن الوطن واستقراره.
وقد ردد آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير هتافات مناهضة لإيران وتندد بخطاب خامنئي مرشد الثورة الإيرانية.